date icon Mar 21, 2024

علاج القدم السكرية: الاعراض، التشخيص وافضل مركز للعلاج

ما هو القدم السكري

تُعرف القدم السكرية بأنها مجموعة من التغيرات التي تصيب القدم نتيجة لعدم التحكم والسيطرة على مستويات الغلوكوز في الدم، والحفاظ عليه داخل معدلاته الطبيعية، وهو أحد أشكال الاعتلال العصبي الحسي السكري مما ينتج عنه تلف الأعصاب الطرفية، والأوعية الدموية، وفقدان الإحساس بالقدم. لذلك سنتناول في هذا المقال علاج القدم السكرية.

الاعتلال العصبي الحسي السكري

يعتبر الاعتلال العصبي الحسي هو أحد مضاعفات داء السكري التي تحدث بعد مرور وقت طويل للإصابة بالسكري، أو نتيجة عدم التحكم في مستويات الغلوكوز في الدم. يؤدي مستوى الغلوكوز غير المنضبط في الدم إلى تلف الأعصاب. يمكن الاستدلال بوجود أعصاب تالفة في القدم عن طريق فقدان الشعور بالحرارة، أو البرودة، أو الألم في منطقة ما. إذا لم تشعر بجرح أو قرحة في قدمك بسبب الاعتلال العصبي، فقد يتفاقم الجرح ويُصاب لا محالة بالعدوى. قد لا تعمل عضلات قدمك بشكل صحيح نتيجة إلى تلف أعصاب العضلات، مما يترتب عليه عدم محاذاة قدمك بشكل صحيح، كما يخلق ضغطًا كبيرًا على جزء واحد من القدم. يُعتبر مرض السكري هو المتهم الأول المؤثر بشكل مباشر على الدورة الدموية الطرفية، وبالتحديد الأطراف السفلية أي القدمين. ومع مرور الوقت نتيجة اختلال مستوى سكر الدم تُصاب جدران الأوعية الدموية (الشرايين والأوردة) بالالتهاب والقصور مما يترتب عنه ضعف التروية الدموية لتلك الأطراف، وبالتالي نقص وصول الدم المحمل بالأكسجين إلى القدمين معرضاً الأطراف السفلية إلى الالتهاب والعدوى والانتان أيضاً في حال ظهور بعض القرح وإهمال علاجها.

أعراض القدم السكري

توجد بعض الأعراض المميزة للإصابة بالقدم السكري، تشمل تلك الأعراض ما يلي:

  • تنميل في الأطراف.
  • آلام في الساقين والقدمين.
  • تغير لون القدمين.
  • فقدان الإحساس بالقدمين.
  • تقرحات القدمين وعدم شفائها سريعاً. 
  • الوخز والتنميل نتيجة التهاب الأعصاب الطرفية. 
  • بطء التئام الجروح والقروح التي تظهر في القدمين.

تظهر تلك الأعراض بعضها أو كلها نتيجة عدم التحكم في مستويات الغلوكوز في الدم لفترات طويلة، مما ينتج عنه التهاب الأوعية الدموية، والتوصيل الرديء للدم خلالها، وعدم وصول كرات الدم البيضاء بشكل كافٍ لمواجهة العدوى والإصابات المختلفة للقدمين.

كيفية تشخيص القدم السكري

يقوم الطبيب بإجراء بعض الفحوصات اللازمة لتقييم الحالة، تتمثل تلك الفحوصات في:

  • معرفة التاريخ المرضي: يقوم الطبيب بطرح بعض الأسئلة على المريض لمعرفة مدة إصابته بمرض السكري، وما إذا أُصيب من قبل بأي اعتلالات عصبية أخرى تابعة لمرض السكري أم لا.
  • فحص القدمين: يقوم الطبيب بفحص القدمين، وقياس درجة حرارة الجلد، وملاحظة شكل وسمك الجلد.
  • إجراء تحاليل الدم: توجد بعض التحاليل الهامة في التشخيص مثل: تحليل السكر التراكمي في الجسم(HbA1C) لمعرفة مستوى السكر في الدم في أخر ثلاثة أشهر، ومستوى الكرياتنين، ويوريا الدم.
  • الفحص بالأشعة: يحتاج الطبيب لفحص القدم بالأشعة السينية والتصوير المغناطيسي عند إصابة القدم بالتقرحات، أو الصديد، لتحديد درجة العدوى وعمق وصولها إلى العظام.

مضاعفات القدم السكري

توجد بعض المضاعفات الوارد حدوثها نتيجة الإصابة بالقدم السكري، تتمثل تلك المضاعفات في:

  • الالتهاب الخلوي في الساقين والأطراف السفلية.
  • ظهور قرح  لا تتماثل للشفاء.
  • تسوس عظام أصابع القدمين.
  • الغرغرينا والحاجة إلى بتر جزء من القدم أو كلها في بعض الأحيان. 
  • تقيح والتهاب الجروح بالقدمين.
  • تشوهات القدمين نتيجة تلف الأعصاب في عضلات القدمين، وبالتالي حدوث مشكلات مثل إصبع القدم المطرقية، وهي حالة انحناء غير طبيعي في أحد الأصابع أو أكثر. كما يمكن أن تظهر تشوهات القدمين في وجود بروز عظمي على جانبي القدمين.
  • قدم شاركوت: وهي حالة تحدث نتيجة ضعف عظام القدم، وسهولة كسرها. لكن بسبب تلف أعصاب القدم لا يشعر المريض بكسر قدمه فيستمر في السير عليها، مما ينتج عنه تشوهات في القدم تُعرف بقدم شاركوت. 

علاج القدم السكري

يتمثل علاج القدم السكري في:

  • استخدام المضادات الحيوية الموضعية.
  • استخدام مراهم تحتوي على حمض الساليسيلات للتخلص من النسيج الميت في القدم.
  • تنظيف القروح.
  • العلاج بالأوزون: يعد العلاج بالأوزون أحد العلاجات الفعّالة في علاج القدم السكري، حيث تعتمد فكرته على تزويد أنسجة الجلد بالأكسجين، وتصحيح تدفق الأوعية الدموية في منطقة القدم.

يحتاج الأمر في بعض الحالات المتقدمة إلى تدخل جراحي، ويشمل:

  • جراحة الأوعية الدموية، لتحسين تدفق الدم ووصول الدم المحمل بالأكسجين إلى القدمين.
  • جراحة بتر لجزء من القدم، أو في بعض الحالات الشديدة بتر القدم بأكمله.

أدوية متعلقة بالقدم السكري

هناك بعض الأدوية تستخدم في علاج القدم السكري لفاعليتها، تشمل ما يلي:

  • فانكومايسين Vancomycin: يستخدم الفانكومايسين كمضاد حيوي واسع المجال لعلاج الميكروبات الهوائية إيجابية الجرام(+ positive).
  • ميترونيدازول Metronidazole: يستخدم هذا الدواء في حال التأكد من الإصابة بالعدوى الشديدة لبعض الميكروبات اللاهوائية مثل clostridium، و Eubacteria.
  • الدوكسيسيكلين Doxycycline : يستخدم كمضاد حيوي واسع المدى لعلاج الميكروبات الإيجابية والسلبية الجرام، وبعض أنواع البكتريا اللاهوائية.
  • أموكسيسلين كلافونات (Amoxicillin- Clavulanate): يستخدم هذا الدواء كمضاد حيوي له تأثير فعّال على البكتيريا إيجابية وسلبية الجرام، وكذلك البكتيريا اللاهوائية. كما يساهم في علاج التهابات القدم السكري.

تعطى هذه الأدوية بالإضافة إلى تعديل جرعات الأدوية الخاصة بمرض السكري، أو تغييرها للتحكم في مستويات الغلوكوز في الدم مما ينتج عنه علاج حالة القدم السكري. تجدر الإشارة إلى أن علاج القدم السكري يمكن أن يستغرق عدة أسابيع أو عدة أشهر نظراَ لبطء شفاء الأعصاب بعد تلفها.

عوامل الخطر للإصابة بالقدم السكري

توجد عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بالقدم السكري، يمكن سرد تلك العوامل في النقاط التالية:

  • ارتفاع مستويات السكر في الدم لفترات طويلة.
  • الإصابة بالسكري من النوع الأول لمدة 25 عاماً أو أكثر.
  • التدخين.
  • اعتلال الأعصاب الطرفية.
  • وجود تاريخ مرضي لتقرحات القدم.
  • الإصابة بمرض الشرايين المحيطية التي تؤدي إلى ضعف الدورة الدموية، وعدم وصول الدم بشكل كافٍ إلى القدمين.
  • التعرض لبتر جزء من القدم في الماضي.

الوقاية من القدم السكري

هناك بعض النصائح التي يجب على مريض السكري خاصة النوع الأول من السكري الاهتمام بها كما يلي:

  • متابعة مستويات السكر في الدم عن طريق التحليل بالجهاز المنزلي، أو التحليل في المعامل المتخصصة والتحكم بمستويات السكر التراكمي HBA1C.  يعد هذا الإجراء من أهم خطوات الوقاية من الإصابة بالقدم السكري لتجنب المضاعفات.
  • الذهاب إلى المريض مرة كل ستة أشهر، أو سنوياً على أقصى تقدير لمتابعة مدى كفاءة العلاج. يمكن أحياناً أن يقوم الطبيب المعالج بتغيير جرعات الأنسولين وأنواع الأقراص المُستخدمة طبقاً لنتائج تحليل السكر الصائم والفاطر( بعد تناول الطعام بساعتين)، وسكر الدم التراكمي لضمان الوصول لأفضل مستويات السكر في الدم على مدار اليوم.
  • يجب على مريض داء السكري متابعة أي تغيرات تظهر على قدميه مثل تغير لون الجلد إلى اللون الأحمر أو الأزرق، وظهور تقرحات بالجلد لا تلتئم، وفقدان الإحساس بالأطراف السفلية حيث أن فقدان الحس في القدمين يمكن أن يعرض المريض للجروح والإصابات دون أن يشعر، فينبغي أن يفحص مريض السكري قدميه بنفسه بشكل يومي.
  •  الحفاظ على نظافة وجفاف الجلد لتجنب الإصابة بأي عدوى بكتيرية أو فطرية.
  • رفع القدمين لتخفيف الضغط عليهما، وتحسين الدورة الدموية بالأطراف السفلية، وتقليل مقاومة سريان الدم للجاذبية.
  • ارتداء حذاء طبي مريح يجنب المريض خدش الجلد او جرحه.
  • الحفاظ على نظافة القدمين وتقليم الأظافر بحرص شديد، ويفضل أن يقوم المريض بطلب المساعدة في هذا الأمر، إذ أنه في بعض الأحيان قد لا يشعر مريض القدم السكرية بنهايات الأطراف جيداً بسبب التهاب الأعصاب الطرفية المزمن الذي يعطيه شعوراً بالتنميل المستمر. تساعد نظافة القدمين وتقليم الأظافر بانتظام على تقليل نسبة حدوث إصابة أو جرح بالقدمين.
  • استخدام  بعض مرطبات الجلد لدورها في إعطاء الجلد مرونة و منحه حماية أكبر ضد التشققات، والوقاية من العدوى التي تصيب جلد القدمين، والوقاية أيضاً من الجروح .
  • اختبار درجة حرارة الماء قبل الاستخدام من الإجراءات الضرورية لمريض القدم السكري، حيث أن التهاب الأعصاب الطرفية المزمن يمكن أن يفقده الإحساس الكامل بقدميه، وبالتالي يكون أكثر عرضة لحروق الجلد نتيجة استخدام الماء الساخن دون أن يشعر.
  • يحتاج مريض القدم السكري إلى المتابعة الدقيقة من قِبل المتخصصين وذلك لتجنب تدهور حالة الأطراف المصابة، وانتشار العدوى بها لأن ظهور أي قرح بالقدمين يعد مؤشراً خطيراً ينذر باحتمالية انتشار تلك العدوى في المنطقة المحيطة مثل اصبع القدم، أو العظام،  وغيرها إذا أهمل المريض في علاجها.

أفضل مركز لعلاج القدم السكري في السعودية

توجد عدة مراكز طبية تهتم بمرضى السكري في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، إلا أنه لايزال أفضلهم في ذلك المجال هو مركز الجراحة العامة في مستشفى الحقيل الطبية وفقاً لآراء المرضى، حيث يوجد في مجموعة الحقيل الطبية نخبة من أكثر الأطباء خبرة وكفاءة في علاج مرض السكري وفقاً إلى أحدث الدراسات العالمية وأحدث العلاجات المتوفرة في العالم لعلاج مرض السكري، وضبط معدلات السكر في الدم داخل معدلاتها الطبيعية. كما يهتم فريق الأطباء في مجموعة الحقيل الطبية بعلاج جميع مضاعفات السكري خاصة القدم السكري وإدارة الحالة جيداً لمنع تفاقمها، وعلاجها في أسرع وقت ممكن.

أسئلة شائعة حول علاج القدم السكرية

ما هي أشكال القدم السكري؟

تتمثل أشكال القدم السكري الشهيرة في: تقرحات القدم السكري الالتهابية، والعصبية، والشريانية، وقدم شاركوت.

هل القدم السكري خطيرة؟

يمكن أن يؤدي القدم السكري إلى مضاعفات خطيرة تشمل الالتهابات الجلدية، والعظمية، وتقرحات القدم التي لا تتماثل الشفاء، والخراج، والغرغرينا عندما تتسبب العدوى في موت الأنسجة. 

ما الفرق بين القدم السكري والغرغرينا؟

الغرغرينا هي أحد مضاعفات القدم السكري، حيث تحدث نتيجة موت الأنسجة بسبب عدم وصول الدم المحمل بالأكسجين إليها، أو نتيجة إصابتها بعدوى بكتيرية عنيفة. يصبح المريض عرضة للإصابة بالجروح والقروح في القدمين إذا أهمل علاج غرغرينا القدم السكري.

هل المشي مفيد لمرضي القدم السكري؟

نعم، يعد المشي ثلاث مرات أسبوعياً بانتظام أمراً مفيداً لعلاج القدم السكري، حيث يعمل المشي على تحسين الدورة الدموية، وبالتالي وصول الدم بصورة طبيعية إلى القدمين.

كيف أعرف أنني على وشك الإصابة بالقدم السكري؟

يجب ملاحظة قدميك جيداً،فإذا لاحظت ارتفاع درجة حرارة القدمين، أو تغير شكل الجلد، أو شعرت بوخز أو تنميل في الأطراف، أو عدم الإحساس بهما جيداً عند اللمس يكون ذلك بمثابة إنذار على بداية إصابتك بالقدم السكري، لذلك يجب عليك عند ملاحظة تلك الأعراض بعضها أو كلها سرعة التوجه إلى الطبيب المختص للمتابعة الجيدة وعدم تفاقم الحالة.

© 2024 صمم و طور بواسطة dot.jo جميع الحقوق محفوظة